كتبت/مرثا عزيز
كشفت صحيفة «صنداي تايمز» الستار عن البريطانية «جويا تشودري» المدافعة عن الحريات في أمريكا حاليا، وزوجة «جورج لاس» واحدا من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، سابقا، والذي دعا أنصاره الداعشيون لمهاجمة بريطانيا، وإثارة العنف والتطرف في المملكة المتحدة، واستطاع التأثير على تلك المرأة البريطانية من لندن ليتزوجها وتسافر معه إلى سوريا.
«صنداي تايمز» تروي قصة «بريطانية عروس قيادي داعشي»:
– وقعت تحت تأثير طلبة جزائريين بلباس محافظ وفهم سطحي للإسلام أثروا عليها بالغ التأثير
– انغمست في إيقاع صاخب للحياة وتعاطت المخدرات
– تعرفت على زوجها الإرهابي الأمريكي عبر الإنترنت وأنجبت منه 4 أطفال
روت الصحيفة قصة المرأة البريطانية في قصة تحت عنوان «عروس بريطانية لقيادي داعشي» لتسرد الكثير عن حياة جون جورج لاس، المواطن الأمريكي الذي اعتنق الإسلام، وانضم إلى صفوف «داعش»، وأقنع زوجته البريطانية «جويا» بالاندماج في التنظيم الإرهابي هي وأبناؤها الثلاثة الصغار على الرغم من أنها كانت حاملا مع طفلهما الرابع.
والتقى الزوجان على الإنترنت في حين تشودري، كان عمرها 19 عاما، وكانت في الكلية لتتحول إلى أكثر تطرفا في بلدها.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، عن مسار زوجين غربيين في تنظيم داعش الإرهابي، عبر اقتفاء طريقهما إلى التشدد، وظروف التحاقهما بميادين القتال في سوريا.
وعرضت الصحيفة البريطانية التجربة التي عاشها الإرهابي الأمريكي، بعدما ساعد على استقطاب متشددين في دول أوروبا، وبريطانيا خصوصا، صوب ما يسميها «أرض الخلافة»، إلى أن تمكن من الهرب برفقة زوجته الحبلي إلى سوريا برفقة الثلاثة أطفال، لكنها تمكنت من الهروب منه في وقت لاحق.
وبحسب المصدر البريطاني، فإن «جويا شودوري» بريطانية بنغالية الأصل، نشأت وسط أسرة متوسطة في ظروف رغدة في بريطانيا، بعدما استطاع والدها المهاجر من بنجلاديش أن يؤسس حياة مستقرة له ولأسرته في لندن، وحظي بالاحترام حتى اليوم الذي تقاعد فيه عن العمل في مكتب للبريد.
وعاشت «جوي» والتي كانت عرفت بين أقرانها باسم «تانيا» وفق نمط «غربي» وانغمست في إيقاع صاخب للحياة، وتعاطت المخدرات، دون أن تولي اهتماما كبيرا لأمور الدين الذي اعتنقه زوجها وزعم أنه يحارب من أجله في صفوف التنظيم الإرهابي.
ووفقا لما قالته أسرة «جويا»، فإنها حين انتقلت للدراسة في جامعة جديدة شرقي لندن، وقعت تحت تأثير طلبة جزائريين، بلباس محافظ وفهم سطحي للإسلام، أثروا عليها بالغ التأثير.
ويضيفون: «بعد فترة قصيرة من ذلك، قررت جويا أن ترتدي الحجاب، لكن دون نقاب يغطي وجهها، وبدأت في معاتبة والديها، لأنهما لم يسمياها اسما إسلاميا، بحسب قولها، وأطلقا عليها جويا».
ويقول مصدر مقرب، إن المجموعة التي كانت تنتمي إليها جويا في الجامعة، كان أفرادها يلجأون جميعا إلى الإنترنت من أجل الزواج، الأمر الذي جعلهم يرتبطون جميعا وهم لا يزالون في العشرين من العمر.
وتأثرت «جويا» أيضا بهم وتزوجت زوجها الأمريكي جون جورج لاس الذي اعتنق الإسلام، وسافر إلى أفغانستان سنة 2000 من أجل الالتحاق بحركة طالبان، والتقته جويا على موقع للتعارف سنة 2003.
وينحدر الزوج من أسرة أمريكية، عمل جده في الجيش، إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وتم تعيينه في وقت لاحق، بهيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».
أما والده فتخرج في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية، وخدم كطبيب في الجيش الأمريكي وتقاعد برتبة عقيد.
أما «جون» نفسه، فقد تلقى تعليمه في مدرسة بمنطقة «كامبردج» في ثمانينيات القرن الماضي، أثناء فترة عمل والده في بريطانيا التي أحبتها عائلته، بشكل كبير.
وفي 2001، صدم جون، والديه، إثر إخبارهما باعتناقه الإسلام، بالنظر إلى تزامن القرار مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، وقرر أن يسمي نفسه «يحيى» متأثرا بطلبة درس معهم في ولاية تكساس، ثم سافر بعد ذلك إلى العاصمة السورية دمشق كي يتعلم اللغة العربية.
وعقب زواجه بـ«جويا» في 2003، تحول معها تحت تأثير المتشددين داخل بريطانيا، إلى باحثين عمن يمول ما اعتبراه «جهادا».
وبعدما أنجبا طفلهما الأول، وجدا نفسيهما غير قادرين على تولي أمره، فقررا السفر إلى تكساس للعيش قريبا من عائلة الزوج الغنية.
وخلال فترة عمله في مدينة دالاس، عثر «جورج لاس» على عمل في المجال الإلكتروني ولكنه استغل وظيفته من أجل دعم المتعاطفين مع «القاعدة» على الإنترنت، وكما دخل بشكل غير مرخص إلى موقع إلكتروني يهم لجنة أمريكية إسرائيلية؛ ليعاقب بالسجن لـ34 شهرا بعدها.
وبعد خروجه من السجن، اتخذ «جورج لاس» من ليبيا موطنا له، بعد أن أقام في مصر حتى عام 2013، حين قرر السفر مع زوجته إلى تركيا، بدعوى مساعدة اللاجئين؛ لكنه غير وجهة عائلته إلى سوريا.
تدهورت حالة «جويا» في سوريا، وخلال أول شهر لإقامتهما في البلاد لم يتردد في البحث عن مخرج لها للسفر إلى تركيا، ولكنها سافرت إلى بريطانيا، ومنها إلى الولايات المتحدة لوضع ابنها الرابع؛ حيث استصدرت حكما بطلاقها من زوجها بدعوى انتمائه لتنظيم «داعش» الإرهابي وعادت إلى نمط حياتها الغربي، واختارت لنفسها الدفاع عن الحريات.